انطلقت منافسات يورو 2024 في 14 من يونيه الجاري، والتي تستضيفها دولة ألمانيا وتتنافس فيها 24 دولة من كل أنحاء القارة الأوربية. الشعب الألماني يضع الكثير من التطلعات لهذه البطولة خاصة بعدما رفعت الفرق المحلية معايير الأداء والإنجازات في هذا الموسم الأخير. فقد نجحا فريقا بروسيا دورتمند وبايرليفركوزن في تحقيق مجموعة من الإنجازات المميزة على المستويين المحلي والقاري موسم 23/24.

لنبدأ ببايرليفكوزن الذي استطاع لاعبيه بقيادة مدربه تشابي ألونسو إحراز لقبهم المحلي الأول لبطولة الدوري الألماني الممتاز البوندزليجا في تاريخ ناديهم! الأمر المميز بشأن هذا الإنجاز هو أن اللاعبين استطاعوا إحراز هذا الإنجاز دون التعرّض لأي هزيمة في مسارهم طوال الموسم! كما استطاع اللاعبون إحراز لقب كأس ألمانيا كذلك، لينطلق بعدها اللاعبون لاستكمال إنجازاتهم لكن على المستوى القاري حيث تمكّن بايرليفركوزن من الوصول لنهائي الدوري الأوربي.

مّنى ليفركوزن بالهزيمة من نظيره أتلانتا الإيطالي ليتنهي الحلم الجميل للاعبي الفريق الألماني، ومع ذلك، فإنجازاهم الكبير خلّد بحروف من ذهب. على الناحية الأخرى، تمكّن لاعبو بروسيا دورتمند من الوصول لنهائي دوري أبطال أوربا بعدما أطاحوا بالعملاق الفرنسي باريس سان جرمان في الدور قبل النهائي. ولكن كما نعلم جميعاً، يعلم لاعبو ريال مدريد جيداً كيف يربحون المباريات حتى لو لم يكونوا في أفضل مستوياتهم! وبالفعل، انتصر لاعبو الملكي على الألمان بهدفين دون رد ليتوّج الملكي باللقب 15 في تاريخه.

إذن، لم يكن الجمهور الألماني ليرضى بما هو أقل من هذه الافتتاحية المميزة لفريقهم الوطني الذي اكتسح الفريق الإسكتلندي بخماسية! افتتح التسجيل النجم الصاعد فلوريان ويرتز في الدقيقة العاشرة من الشوط الأول، ثم تبعه جمال موسيالا في الدقيقة 19 بهدفه الثاني، وقبل انتهاء الشوط الأول استطاع كاي هافيرتز تسجيل الهدف الثالث. ليضيف في الشوط الثاني نيكولاس فولكيرج وإيمري شان الهدفين الرابع والخامس.

كل شيء ممكن في مجموعة الموت!

عادة ما يطلق اسم مجموعة الموت على المجموعة التي تضم عدة منتخبات قوية. الإثارة والتنافسية في هذه المجموعة يكونا على أشدهما. وفي يورو 2024، يطلق هذا الاسم على المجموعة الثانية التي تضم المنتخبات الإسبانية والإيطالية والكرواتية بالإضافة للمنتخب الألباني! الإثارة بدأت مبكراً في هذه المجموعة مما أشعل مواقع المراهنات الرياضية في السعودية خاصة بعد الهزيمة الثقيلة التي منى بها المنتخب الكرواتي على يد المنتخب الإسباني.

تتيح مواقع المراهنات للاعبين الرهان على مباريات يورو 2024، كما تقدّم لهم التوقعات والإحصائيات المقدمة من الهيئات الرياضية العالمية. وفي هذه المباراة، كان الخيار الأكثر احتمالية هو تعادل الفريقين نظراً لقوتهما المتقاربة. لكن حقق المنتخب الإسباني المفاجأة بفوزه الثقيل على نظيره الكرواتي بثلاثية دون رد. الرهانات على هذه المجموعة لازالت متاحة في الجولتين التاليتين والتي يواجه فيهما المنتخب الإسباني نظيره الإيطالي، بينما يحاول المنتخب الكرواتي الودة مرة أخرى للمنافسة حينما يقابل نظيره الألباني.

فوز المنتخب الكرواتي في المباراة القادمة أمر لا يحتمل النقاش إذا أراد لاعبو المنتخب الكرواتي التأهل للدور التالي. ولكن سيكون لنتيجة مباراة المنتخبين الإسباني والإيطالي دوراً كبيراً في تحديد التأهل من عدمه كذلك. إذا نجح المنتخب الإسباني فهذا يعني أنه ضمن بشكل كبير تأهله للجولة التالية حيث أن مباراته الثالثة ستكون الأسهل في مواجهة ألبانيا. أما إذا عرقل المنتخب الإيطالي الماتادور الإسباني بتعادل أو هزيمة، فهذا قد يعني إعادة الحسابات لهذه المجموعة مرة أخرى وتأجيل حسم التأهل للجولة الثالثة والأخيرة.

انتصارات غير مقنعة ومفاجآت تربك الحسابات

نجح المنتخبان الإنجليزي والفرنسي في تحقيق الفوز في المبارتين اللتين جمعتهما مع المنتخبات الصربي والنمساوي بالترتيب. ومع ذلك، فالأداء لم يكن على قدر التوقعات بالمرة! حيث فاز المنتخب الإنجليزي بهدف وحيد للاعبه جود بلينجهام بسبب خطأ من الدفاع الصربي. والأمر كذلك بالنسبة للمنتخب الفرنسي الذي فاز على المنتخب النمساوي بهدف وحيد سجّله ماكسيميلان ووبر كهدف ذاتي في الدقيقة 38 من الشوط الأول.

أمر مستغرب بالطبع أن يملك هذين الفريقين قائمة طويلة بنجوم أسمائها ملأ السمع والبصر، وتنتهي مبارياتهما أمام هذه الفرق الضعيفة نسبياً بهذه النتيجة المخيبة للآمال! ومع ذلك، فهم أكثر حظاً بخروجهم بالنقاط الثلاثة من عملاق آخر تعثّر في الجولة الأولى له في البطولة ألا  وهو العملاق البلجيكي. الفريق البلجيكي الذي يضم أسماء مثل لوكاكو ودي بروين وتروساد ودوكو ومانجالا وأونانا مّني بهزيمته الأولى في البطولة من نظيره السلوفاكي بهدف دون رد!

هدف المنتخب السلوفاكي جاء في الدقيقة 7 من الشوط الأول، وبعدها قام المنتخب السلوفاكي بالتراجع والدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة، الأمر الذي أتى بثماره وانتهت المباراة بفوز السلوفاك. ومع ذلك، كان للسلوفاك فاعلية كبيرة طوال المباراة وتمكّن اللاعبون السلوفاك من الوصول للمرمى البلجيكي في 10 مناسبات، سددوا منها 4 تسديدات على المرمى بشكل مباشر. وضعت هذه الهزيمة المنتخب البلجيكي في موقف محرج، خاصة في ظل فوز المنتخب الروماني على الجانب الآخر على نظيره الأوكراني بثلاثية دون رد.